1-
تمر الايام علي في تثاقل رهيب ..أتمني أن تسرع خطاها لكي ابعد ..ثم ابعد......ابعد
فاضل أسبوعين او يزيد شوية علي مغادرتي للقاهرة (قاهرة المعز)متجة لمدينة جدة ,,لاأدري لماذا وافقت علي السفر بهذة السرعة فأنا لم يكن مبدا الموافقة الا لشيء واحد فقط هو الهروب ثم الهروب ثم الهروب
هل سأجد حل لمشاكلي في السفر..هل سأجد حياة أخري جميلة وأم أكثر حنانا من أمي؟؟
لا أدري..........
ولكني أعلم تماما اني الان في قاهرة المعز مثل راكب كان في سفينة تحطمت وغرقت بأكلمها ولم يتبقي الا أنا وخشبة حقيرة في وسط محيط هادرة أمواجة لا أعلم الي أين المسير أو كيف الخلاص؟
كل شيء انظر الية حولي أشعر بمرارتة في قلبي وجفاف يدور بحلقي...أكاد لا أطيق النظر الي سائق الميكروباص المتشائم دائما والذي لة وجهة يكاد يكون علامة مسجلة لجميع السواقين هذا الوجة كثير التقاسيم بة شعيرات قذرة متناثرة وفي يدة سجارة كليوبترا حقيرة مثلة يدخنها في وجهي.. وأمامي علي تابلو العربية عبارات مثل ممنوع التدخين ..وسيبوا الناس في حالها ..ولو باض الديك مش هعديك!!
اترك السائق واقسم ان اقطع اغلب مشاويري في شوارع القاهرة ماشيا علي الاقدام حتي ابعد نفسي عن الاحتكاك بأحد
أسير فاخذ نفس عميق فيدخل في صدري عادم خليط من الرصاص وبنزين80 فأشعر بسعادة بالغة لاني الحمد لله مزلت صحيح معافي من داء سرطان الرئة رغم أطنان الرصاص والبنزين اللي شممتها في القاهرة.
2-
ذهبت اليوم الي كليتي العزيزة علشان استلم شهادة بقالي شهر عايز اخدها ومش عارف...قبلت ناس معرفهاش وناس أقل أعرفها ،تكلمت وضحكت وسخرت وجلست مع صديقي بوجهة الضاحك الباكي ضحكة ظاهرة وحزن مرير مدفون بداخل هذا الرجل..أهداني أحدي كتبة الجميلة وأعطاني الاخر علي سبيل الاستعارة ففرحت جدا ان هناك من يزال يذكرني أني رجل أتذوق الادب والثقافة.شكوت لة ألالامي وحكيت لة عن أمالي وهو في انصات شديد.
وجدت فتاتي اليوم تنتظرني امام مبني الادارة في الكلية فتركت مناقشاتي وذهبت اليها تحدثنا وهمسنا وضحكنا وحلمنا مع بعض بعض الاحلام لكي ننسي واقع السفر الذي سيبعدنا عن بعض عن مايزيد من عام ولكننا نعلم انة الخلاص الوحيد لذلك نصمت مرغمين
3-
الكتاب ملاذي الاول والاخير من عالم حولي يشبة مولد سيدي البدوي لا تعرف لة أول من أخر عبارة عن لوحة مليئة بالتفاصيل فهناك رجال تلتصق بنساء وأطفال تصرخ وأصوات سعد الصغير وطارق الشيخ تفوح كالدخان الثقيل من المحلات...وتوك توك ماشي مسرع في الشارع كأنة عرسة وهربانة من محل قديم ورايحة لمحل أخر ..أخي يرقد مستلقيا علي ظهرة كعادتة يحدث بنت في التليفون ..دخلت الحمام حتي أجد ملجأ هادئا من هذا العالم ومعي الكتاب الذي اعطاني اياة صديقي وأخذت أقرا وأحلم وأعيش بداخل الرواية..
4-
انظر الي محفظتي فأجدها شبة خاوية ،ينظر منها بعض الجنيهات الحقيرة برائحتها النتنة ..فياخذني التفكير مالذي سأفعلة في الاسبوعين القادمين وفاجأة ينطلق صوت عمي في التليفون ببشري سارة.. لقد جائني مبلغ من المال من المصنع اللي كنت شغال فية تصفية حساب يعني وهيدهوني بكرة في فرح بنت عمي ،اللي كل ماأكلمها تقولي يااسلام مش عارفة حاسة اني مش طبيعية مش طبيعية خالص، وتسألني سؤال خبيث لا أجد لة جواب الا بضحكة ساخرة (الا قولي يااسلام تتوقع انا ومحمد جوزي هنعمل اية مع بعض ف اول يومين من جوازنا..........
2 التعليقات:
بص يا إسلام
عمك صلاح عبدالصبور بيقول :
شبعت حكمة و فطنة
رويت روءية و فكرا
لكنني
أحس فيك يا مدينتي المحيرة
بأنني
أضل من رسالة مغفلة العنوان
و أنني سأظل واقفا
على نواصي السكك المنحدرة
أبحث عن مكان
و يقول عمك الشيخ العلامة نجيب سرور :
عقود عمل عـ القفا بس العمل برة
هاجر و سيب البلد مفروشة للغربان
يعني يا إما السجن يا الشنق يا الهجرة
يا إما تهمة جنون يا العيشة عـ الصلبان
يا إما تسر و تسكر زيي ليل و نهار
ونهار وليل وأنت شايف نكسة عـ العتبة
أسقيني واعميني ولو حتى بمية نار
عشان ما أحسش بأن السيف على الرقبة
وعمك الأبنودي بيقول :
غلبت أقرا الوشوش بحثا عن الإنسان
و غلبت أقرا اليفط بحثا عن العنوان
كل الخرايط ما توضح
تبهت الأوطان
الوطن هوة الديانة
و الوطن من غير زنازينهم خيانة
يا اللى ضليت من كتر ما عرفت البشر
لساك شبه الحجر
والنهر بيفتت فى فرح السنين
واحد وفات جواك الم
وواحد وفات جواك حزين
سيبك من نجيب ومن صلاح ومن جاهين
ان كان القعاد هو الطبيعه
فالبعاد هو القدر
إرسال تعليق